info@kazima.org +(00) 123-345-11

الكويت في الأعداد القديمة لمجلة المنار

بلادنا في الإعلام العربي قديماً

الكويت في الأعداد القديمة لمجلة المنار

إعداد إبراهيم الخالدي:

على العكس مما قد يتبادر إلى الأذهان بأن الكويت لم يكن لها ذلك الحضور الإعلامي قبل ظهور النفط، فغن الباحثين يكتشفون يوماً بعد يوم أن الكويت رغم صغر مساحتها، ووجودها في الطرف الشرقي للوطن العربي، فإنها كانت حاضرة في الصحف العربية والأجنبية منذ القرن التاسع عشر الميلادي، وربما قبل ذلك.

واليوم سنتصفح الأعداد القديمة لواحدة من المجلات العربية القديمة التي كانت تصدر في القاهرة في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، ونعني مجلة المنار لصاحبها المصلح المعروف رشيد رضا، ونرى كيف كان حضور اسم الكويت في تلك المجلة التي كانت تعد في تلك الفترة مدرسة علمية وإعلامية تتلمذت عليها أجيال من دعاة التيار الديني المستنير.

ولكن تعالوا في البداية نتعرف قليلاً على رشيد رضا، فنذكر أنه (الشيخ محمد رشيد بن علي رضا بن محمد رضا الحسيني) المولود سنة 1291هـ (1865م) في قرية القلمون قرب طرابلس، ونشأ في بيت علم وتقوى من أسرة متديّنة تنتسب إلى الإمام الحسين، وقد تأثر بأمّه التي وصفها في كتاباته بأنها كانت على جانب عظيم من الدين مع العلم الكافي لمثلها.

وقرأ (رشيد رضا) القرآن الكريم، ومبادئ العلوم الدينيّة واللغويّة في كتّاب القرية ثم التحق بمدرسة تركية ابتدائية، ولما أنشأ العلامة حسين الجسر مدرسته في طرابلس التحق بها سنة 1302هـ، وتخرّج في العلوم العربية والشرعية والعقلية في مدّة ثمان سنوات، وكتب له شهادة العالميّة.

وكان رضا سريع الفهم قوي الحفظ للمعاني والمقوّلات، وأحاط بالتراث الإسلامي إحاطة عميقة، وتصدّى للتدريس والخطابة والإمامة في المسجد، وكان لا يتورع عن إلقاء المواعظ الدينيّة في المقاهي لإرشاد العوام، ودعوة النساء في دار أسرته لتصحيح عقيدتهن، وتغيير زيّهن بما هو أستر حتّى تكون المرأة في الشارع كما تكون في الصلاة.

واتصل بالشيخ جمال الدين الأفغاني، وصاحبه الشيخ محمد عبده، وكانت له عند الأفغاني كلمة مسموعة، واتجهت أنظاره إلى مصر ليتخلّص من الاستبداد، فهاجر إليها سنة 1315هـ (1898م).

وفي القاهرة أنشأ صحيفة (المنار) متخذاً منها سجلاً لأحداث عصره، ومنبراً للدفاع عن قضايا الحرية، واستمرت في الصدور حتى سنة 1354هـ (1935م) دون كلل، وقد بلغت قبيل وفاته 34 مجلداً كما أسس (جمعيّة الدعوة والإرشاد) ومدرستها سنة 1330هـ (1912م) لتخريج الدعاة، وأصدر كتباً كثيرة منها: (الحكمة الشرعيّة) و(الوحي المحمدي) و(تاريخ الأستاذ الإمام) ثلاثة مجلّدات و(حقيقة الربا) و(الخلافة والإمامة العظمى) و(الوهّابيون والحجاز) و(شبهات النصارى) و(صحيح الإسلام) وله منظومة شعريّة هي (المقصورة الرشيديّة)، ولرشيد رضا رحلات كان القصد منها تحقيق أهدافه الدعوية، وحضور بعض المؤتمرات، وكان ينشر أخبارها في (المنار)، وقد جمعها د. يوسف أيبش في كتاب خاص.

وتوفي رشيد رضا بالقاهرة سنة 1354هـ (1935م)، ودفن بقرّافة المجاورين بجوار الإمام محمد عبده، وبوفاته توقفت مجلة المنار عن الصدور بعد أن ظلت على مدى أربعين عاماً حديث المثقفين، ومدار اهتمامهم.

وفيما يلي نتصفح سوية أعداد مجلة المنار، ونتتبع حضور اسم الكويت فيها، وبالطبع فإننا أهملنا مرات كثيرة ورد فيها اسم الكويت لكون وروده عرضياً كالحديث عن أسماء البلاد العربية أو ما يخص مؤتمر الكويت، وما أشبه…

والآن نبدأ الجولة:

< في شوال 1315هـ (فبراير 1898م):

نقلت المنار عن نشر جريدة المؤيد في عددها (2421) لرسالة وردت عليها من محرر جريدة (وكيل) في بنجاب الهندية ذكر فيها: (ربما لا يخفاكم أن شركة إنكليزية تبذل جهدها وتعمل بكل همة سعيًا للحصول على امتياز من الباب العالي بإنشاء خط حديدي من بورسعيد إلى البصرة أو الكويت عن طريق الجوف).

وهذا الخبر يسجل أول ورود لاسم الكويت في بداية صدور المنار.

< في 14 ربيع الأول 1316هـ (الثلاثاء 2 أغسطس 1898م)

تتابع (المنار) موضوع الخط الحديدي، فتذكر أنه قد جاء في الجرائد الأوروبية أن (الكونت ولدمير كاينتز) ابن أخت سفير روسيا من فيينا طلب من حضرة مولانا السلطان امتيازًا بإنشاء سكة حديدية جديدة من ميناء طرابلس الشام إلى الكويت على خليج العجم، وقد أنشئت شركة مختلفة لمدها ، وهاتان المسألتان من أهم المسائل المالية الحاضرة الآن)

< في 14 ربيع الأول 1317هـ (الأحد 23 يوليو 1899م)

رغم مرور عام كامل إلا أن المنار ما تزال تتحدث عن السكة الحديدية، وتتهم إنكلترا بمحاولة الاستيلاء على المشروع، وتسخيره لمصالحها، فتقول أن رغبة إنكلترا في الاستئثار بمد السكة الحديدية من طرابلس الشام إلى الكويت على خليج العجم. كل ذلك ما حمل إنكلترا عليه إلا محافظتها على الهند أو يقال أن امتلاكها للهند جرّ للقيام بهذه الأعمال والشؤون مصادفةً واتفاقًا.

< في 16 شعبان 1318هـ (الأحد 9 ديسمبر 1900م)

تتنقل المنار للحديث عن جهود الإمام عبد الرحمن الفيصل آل سعود لاستعادة ملك آبائه في نجد، ولاحظ أن هذا الخبر قبل ظهور ابنه عبد العزيز على الساحة السياسية، وقبل معركة الصريف.

وتذكر المنار أن الأمير عبد الرحمن اغتنم فرصة كون الأمير عبد العزيز الرشيد بن متعب اغتصب إمارة نجد بقتله الأمير عبد الله الرشيد أميرها السابق منذ نحو سنتين (للعلم: لا أساس لهذه المعلومة)، وغير مرضيّ عنه, فتحالف أي الإمام عبد الرحمن مع أمير الكويت وأخيه أمير البحرين وأمراء عنزة , و طي على استرجاع إمارة نجد التي غصبها آل الرشيد من آل فيصل.

فاجتمع من هؤلاء نحو أربعين ألفًا ما بين فارس وهجان, وزحفوا على بلاد نجد, فتثاقل الأمير عبد العزيز عن ملاقاتهم لعلمه بأن قومه ناقمون عليه, وتحصن في بلدة حائل التي هي قاعدة الإمارة، وجمع نحو ثلاثين ألفًا معتمدًا على جودة أسلحته، فإن عنده بطاريتين من المدافع كان أهداهما إلى الأمير محمد الرشيد السلطان عبد العزيز وكثيرًا من بنادق مرتين.

وقد علمنا أن الزاحفين أوغلوا في البلاد، فقطعوا نحو ثلاث عشرة مرحلة لم يلقوا فيها إلا يسيرًا من المناوشات, واستولوا على مدينة الرياض التي كانت قاعدة الإمارة على عهد آل فيصل.

ويرجح العارفون بأحوال البلاد وأهلها أن الأمر ينتهي بسقوط إمارة آل الرشيد، ورجوع الإمارة إلى آل فيصل، ويرون أن هذا أصلح للبلاد أيضًا لأن الأمير عبد الرحمن فيصل هذا من أعلم أمراء الجزيرة, فهو واقف على عقيدته على مذهب السلف, عارف بالمذهب الحنبلي, مطلع في الحديث والأدب, بصير بأحوال الزمان, خبير بالسياسة، فإنه سبقت له سياحات طويلة في العراق و الأستانة العلية و الهند, وكانت إقامته منذ بضع سنين في البصرة تارة، وفي الكويت أخرى, وكان له راتب من الحضرة

السلطانية قدره 65 ليرة عثمانية في الشهر, ومقدار من الأرز والتمر يعطى من ريع الأراضي السنية في ولاية البصرة كما أن لإمارة نجد مرتبًا من الأرز والتمر يصرف لها في كل سنة.

(ولاحظ أن خبر المنار تعيبه الكثير من الأخطاء التاريخية).

< في 16 رمضان 1319هـ (الجمعة 27 ديسمبر 1901هـ)

نشرت المنار موضوعاً أسمته (فتنة الكويت)، وواضح أن الخبر الوارد من مكة ليس فيه نصيب كبير من الصحة، ولكن يعكس الإرهاصات التي سبقت الإعلان عن اتفاقية الحماية بين الكويت وبريطانيا، ومحاولات الأتراك التحكم بمقدرات الكويت.

تقول المنار في موضوعها:

كان من أمر هذه الفتنة أخيرًا أن الدولة العلية رفعت رايتها على بناء الإمارة،

فأنزلها الإنكليز المرابطون هناك في البحر، ورفعوا مكانها راية شيخ الكويت أو أميره.

وقد كتب إلينا من مكة المكرمة ما نصه: ( يدور عندنا في بعض الأندية (ولا نادي) الحديث في فتنة الكويت التي نخشى أن تطير منها شرارة إلى الحجاز، فتثير الكامن وتظهر الحقيقة، وينجلي المجاز، فما تنفع القوات وأساسها خراب، وما تنفع الطاعة وصاحبها في خلاب) وهذه العبارة تثير كامن الوساوس، وتبعث ميت الهواجس، وتدل على أن هناك أمرًا خفيًا، واتفاقًا سريًا، ولعله يكون أمرًا فريُّا.

< في غرة ذي القعدة 1320هـ (الجمعة 20 يناير 1903هـ)

تحدث المنار في مقدمتها كان يطرح وقتئذ عن تأسيس جمعية باسم (جمعية أم القرى) يكون مركزها في السنين الأولى في بور سعيد أو الكويت ثم ينتقل إلى مكة بعد الرسوخ.

< في 16 ذي الحجة 1320هـ (الاثنين 16 مارس 1903هـ)

نشرت المنار تحت عنوان (فكاهة بدوية في أخبار البلاد العربية) عما رأته من فكاهة في نص خطاب أرسله بدوي نجدي إلى مثله من النجديين الذين يختلفون إلى هذه الديار للتجارة، ونصه:

(ورد علينا جواب من بمباي، ويذكر فيه بأن ابن سعود كان على ابن سبهان

وابن جراد على النبقي، ومعهم سبعة أسلاف من شَمَّرَ وحروب وقحاطين

وصليلات، وقطعهم قطعًا، ومعهم جميع ذخرة ابن رشيد وجيشه، والذي سلم منهم

زَبَنَ بريدة، وابن رشيد نازل على الحفر، ويوم جاءه الخبر شدّ وشمّل. ويذكر صالح

الحسن وأهل القصيم معهم قيمة 200 ذلول نازل البطان، و جابر ابن صباح وقومهم

على الصبيحية. هذا الذي ورد علينا، والكون في 28 شوال).

وتحاول المنار بعد ذلك تفسير مفردات هذا الخطاب، فتذكر:

(ابن سبهان وابن جراد: قائدان من قواد ابن رشيد – والنبقي: واد في أرض

القصيم – والأسلاف: الطلائع الذين يتقدمون الجيش، وله أصل في الفصيح. قال في الأساس: وسَلَف القوم تقدموا سُلوفًا، وهم سَلَف لمن وراءهم وهم سُلاف العسكر – وحروب: يريد به طوائف من بني حرب، وعلى هذا النحو جمع قحطان وصليلة – والذُّخرة: مؤنث الذُّخر بمعنى الذخيرة – وقوله (زَبَنَ بريدة) أي لجأ إليها، وهي قرية من قرى القصيم الكبيرة، والزبن في اللغة الدفع، ومنه سُمي الشرطة وأعوان النار زبانية لأنهم يدفعون الناس ويدعُّونهم، وجاء في كلامهم (تحته جمل يزبن المطيّ بمنكبيه) أي يسبقها كأن البدوي هنا يريد أنهم لجئوا إلى بريدة مدفوعين بقوة أعدائهم.

والحفر: بين البصرة وبلاد نجد كما يقولون – وشمّل: سار إلى جهة الشمال،.وفي الفصيح شمل به أخذ ذات الشمال – والبطان: قال لنا من أرسل إليه الكتاب.. الصواب البطانيات: مياه ينزلون عليها في جهة الدهناء – والذَّلول: الناقة المذللة عربية فصيحة – الصبيحة: بالقرب من الكويت، وهي منسوبة إلى ابن صُباح، وجابر هذا هو ابن مبارك الصُّباح شيخ الكويت – الكون: يريد به الغزو الذي ذكره).

< في 16 شعبان 1322هـ (الأربعاء 26 أكتوبر 1904م)

تحدثت المنار أنها قد تلقت قصيدة من الكويت يزعم ناظمها أنه رد على المنار, وما هي إلا سب وشتم لا يليق بالمؤمن أن يرد على صاحبها إلا بكلمة (سلام)، ولم تفصل أكثر في أسباب هذا الهجوم عليها.

< في 16 رمضان 1322هـ (الخميس 24 نوفمبر 1904م):

تتحدث المنار عن النزعة التوسعية لإنكلترا في المنطقة، وتقول: (نرى إنكلترا لا تنفك تسعى في تقوية نفوذها في الكويت وبلاد العرب والسبب في هذا وذاك الخوف على زقاق البوسفور من روسيا وعلى الخليج الفارسي منها ومن ألمانيا وتتمنى لو تقدر الدولة العثمانية بقوتها على حفظ الخليجين).

< في غرة ربيع الأول 1323هـ (السبت 6 مايو 1905م):

تحدثت المنار عن رسالة وصلتها من بلاد العرب كتبها رجل كبير من أهل نجد في (غرة صَفَر) يخبر فيها ما ملخصه:

أرسلت الدولة إلى الشيخ عبد الرحمن الفيصل بأن يواجه والي البصرة مع (الشيخ مبارك)، فتوجه الشيخ عبد الرحمن من نجد إلى أطراف الزبير، وطلع الشيخ مبارك، والتقوا مع الوالي على مسافة ساعتين من بلد سيدنا الزبير، وقدّم الشيخ عبد الرحمن الطاعة لمولانا أمير المؤمنين، وكذّب جميع ما نسب إليه، وأنه خاضع لأوامر مولانا أمير المؤمنين إلا أن ابن رشيد ليس له يد على أهل نجد.

وبعد ذلك توجه الوالي إلى البصرة، وبلغ الآستانة ما كان، وليلة 9 ذي الحجة وصل تلغراف من أمير المؤمنين بتولية الشيخ عبد الرحمن على نجد، ورفع يد ابن رشيد، وأن يكون في القصيم عسكر (رسم طاعة)، وأمرهم راجع إلى الشيخ عبد الرحمن وابنه عبد العزيز آل سعود وبلغ الوالي عبد الرحمن بذلك.

وبعد ذلك مشى العسكر الذي كان بأطراف النجف إلى نجد، وهو ستة طوابير، وفي نجد عند ابن رشيد ثلاثة طوابير، وبهذا السبب صار عند أهل نجد شك في ممشى العسكر زيادة على ما في نجد (والجميع حدر نظر ابن رشيد)، والمشير بنفسه طلع، ومعه ابن هذال شيخ عنزة، وشوشوا أهل نجد، واستعدوا للفتنة إن كان العسكر جاء محاربًا، وإن كان مصلحًا فلا حاجة إلى هذه الكثرة، والظاهر أن الفتنة لا تسكن على هذه الحال، وعبد الرحمن ما توجه إلى نجد بل تربص بالكويت ينتظر نتيجة وصول العسكر إلى أهل القصيم، وابنه عبد العزيز الظاهر أنه جهز غزوانه (أي غزاته)، ونحر القصيم (قصده)، وأهل القصيم مستعدون.

وعلقت المنار على رسالة النجدي:

(لم يذكر الكاتب ماذا كان بين الوالي والشيخ مبارك صاحب الكويت، وقد بلغنا من مصدر آخر دون هذا المصدر أن الشيخ قال للوالي إنه خاضع للدولة، ونادم على تورطه مع الإنكليز، ولكن الدولة قد أعوزتها السياسة الحكيمة في هذا الزمان، ولذلك غلبتها سياسة الأجانب في البلاد التي لا يوجد فيها أحد يميل إليهم أو يعبأ بمدنيتهم كاليمن وحضرموت والكويت.

وقد جاء أمس في برقيات رويتر أن الباب العالي سأل ناظر خارجية إنكلترا عن البوارج الإنكليزية الراسية في ميناء الكويت، فأجاب بأنه لم يأته نبأ عنها، وأنه لا يقبل البحث معه فيها على أن البوارج أنزلت العسكر، فاحتلت الكويت.

< في غرة رجب 1324هـ (الخميس 21 أغسطس 1906م):

تذكر المنار ضمن أخبار نجْد:

(ذكرنا من قبل ما كان من اعتداء ابن الرشيد، وتنكيل ابن سعود به وبقومه ، وبعد أن قُتِلَ صار ولده متعب أميرًا مكانه، وقد كان من أمر ابن سعود بعد ذلك أن استولى على أكثر عربان ابن الرشيد، وزحف إليه حتى نزل على ماء يقال له العدوة يبعد عن حايل (بلد ابن الرشيد) نحو ست ساعات، فاستعد متعب للحصار، وضاقت عليه الدنيا لأن بلده ليس فيها من القوت ما يغنيها عما يأتيها من العراق،

فتوسل بابن عون باشا شيخ الزبير بأن يوسط ابن صُباح شيخ الكويت في الصلح بينه وبين ابن سعود، فذهب شيخ الزبير بنفسه إلى الكويت على ما كان بينه وبين ابن صباح منذ سنوات من الشَّحْناء، فأكرم ابن صباح وفادته، وقبل شفاعته، وكتب إلى ابن سعود يرغب إليه بأن يرجع عن محاصرة متعب بن الرشيد حتى يتذاكر معه فيما ينبغي، فأجاب ابن سعود رغبته، ولا ندري على أي شيء تم ذلك الصلح، ولعله على ترك ابن الرشيد على ما بقي له هو وبلده، وما يحيط به إلا شيئًا قليلاً كما علم مما تقدم.

< في ربيع الآخر 1328هـ (إبريل 1910م):

تحدثت المنار عن جانب من جغرافية المنطقة القريبة من الكويت وقبائلها، فتقول:

(تأتي منحدرًا من الشام على ضفاف الفرات قاصدًا العراق، فترى عرب عنزة إلى أواسط العراق ثم ترى شمَّر على أفخاذهم عبده فسنجارة حتى تنتهي إلى نصف الفرات الآخر فترى عرب المنتفك وعرب الظفر إلى قرب البصرة، ثم تنحدر فترى مطير الدوشان فعريب دار، ثم تنحدر من الكويت فتري العجمان فالمناصير وآل مرة وبني هاجر وعربًا لا يحصيهم إلا خالقهم ، فهذه القبائل من العرب الذين عددتهم معاملتهم مع أهل النجف وكربلاء فزبالاء وسوق الشيوخ والسماوة والخميسية، فبغداد منحدرًا إلى البصرة ثم الزبير والكويت فالحساء والقطيف وقطر).

في ربيع الأول 1330هـ (فبراير 1912م):

تبث المنار خبر تأسيس المدرسة المباركية في الكويت بتفاؤل مبالغ فيه، فكتب صاحب المجلة رشيد رضا تحت عنوان (مدرسة علمية في الكويت):

من أكبر المشروعات العلمية التي هي مناط الرجاء، وموضع الأمل ما توجهت إليه همة الشيخ مبارك آل الصباح صاحب الكويت من إنشاء مدرسة علمية دينية في بلده تكون مثابة للتربية القويمة والتعليم النافع الذي يحيي البلاد، ويرقي أهلها في أنفسهم، وفي أعمال معايشهم، ويَسْتَوْري زناد الذكاء العربي الكامن في فطرتهم، وأن هذا الشيخ الجليل في عقله وغيرته وسعة تجاربه ومكانه من الندرة في الأمة العربية لجدير بأن يأتي هذا العمل من بابه، وينوطه بأربابه.

واختار أن يكون لهذه المدرسة لجنة تتولى جمع المال لها، وتتعاون على إنشائها وإدارتها ليكون ذلك من تربية الأمة على الأعمال الاجتماعية التي يرجى دوامها، ويجعل كثيرًا من الفضلاء يغار عليها، ولو شاء لأنشأها من ماله الخاص، وما ذلك على كرمه وسخائه ونجدته بكبير، وما اختاره هو الأولى والأنفع إن شاء الله تعالى.

وتألفت اللجنة برياسة نجله الكريم الشيخ ناصر مبارك الصباح، وجمعت من التبرعات لأول وهلة ما يبشر بحسن العاقبة ونجاح العمل، وكان أول من لبى الدعوة، وسبق إلى تأييد هذه المبرة صديقنا المحسن العظيم الشيخ قاسم بن محمد آل إبراهيم، فقد تبرع لها بألفي جنيه، وتبرع غيره من آل بيته الكريم بمبالغ عظيمة يليه منهم الشيخ عبد الرحمن إبراهيم.

وقد كتب إليّ هذا الصديق الأبرّ الأوفى من بومباي أن لجنة المدرسة كلفته أن يطلب مني وضع برنامج للتعليم في هذه المدرسة، وأن أختار لها المعلمين الأكفاء، فكان هذا الطلب نعمة له، ولأعضاء اللجنة أن يمنوها عليّ إذ رأوني أهلاً لمشاركتهم في هذه الخدمة الجليلة، وقد كتبت إليه ثم إلى اللجنة أسأل عن وقت فتح المدرسة، وعدد من يُرجى أن يكون فيها من الطلاب، ودرجة معرفتهم، وغير ذلك من المسائل التي يتوقف عليها تنفيذ ما شرفوني بطلبه مني، وقد كتبت هذه النبذة قبل أن يجيئني الجواب منهم ببيان ما سألت عنه، وكنت أخرت الكتابة انتظارًا لجوابهم ليكون الكلام أوسع فائدة.

واتفق في أثناء ذلك أن جاءتني دعوة جمعية ندوة العلماء الهندية إلى حضور احتفالها السنوي في هذا العام، واقتضت الحال أن أجيب الدعوة، وأن أزمع السفر قبل مجيء الجواب من الكويت في بيان ما سألت عنه، وستكون المذاكرة الأولى في ذلك بعد وصولنا إلى بومباي إن شاء الله تعالى.

<في جمادي الآخرة 1330هـ (مايو 1912م):

كتب صاحب المنار رشيد رضا عن إحدى مشاهداته في الكويت: (رأيت أهل الكويت لا يتفرقون من دعوة ولا زيارة عادية إلا بعد أن يعرض عليهم أهل الدار ماء الورد , ثم مجامر العود الهندي، فيتعطرون ويتبخرون وينصرفون).

<في ذي القعدة 1330هـ (أكتوبر 1912م):

ذكر صاحب المنار عن إعانة تجار الكويت للدولة العثمانية في حربها في البلقان، فقال: (جاءني من صديقي المحسن الشهير والسري الكبير الشيخ قاسم محمد آل إبراهيم كبير تجار العرب وسرواتهم في بمباي ومن غيره من فضلاء العرب فيها خبر تأثير الحرب البلقانية هنالك، ووقعها الشديد من نفوس المسلمين عامة والعرب خاصة وإقبالهم على جمع المال للإعانة الحربية .

فقد اجتمع تجار العرب عند زعيمهم الشيخ قاسم إبراهيم واتفقوا على جمع الإعانة، فاجتمع لديهم في يومين فقط مئة وستون ألف روبية، وكان القدوة الحسنة لهم في البذل الشيخ قاسم، وابن أخيه السخي الكريم الشيخ عبد الرحمن إبراهيم، ووعدنا بعض الكاتبين بإرسال كشف بأسماء جميع الباذلين، ومقدار ما بذلوه.

وقد اجتمع مسلمو بمباي لهذه الغاية الشريفة في نادي (انجمن إسلام)، فجمعوا أولاً ثمانية آلاف روبية فقط. ثم رغبوا إلى كل من الرجلين العظيمين الشيخ قاسم آل إبراهيم والسر كريم باي إبراهيم (وهو من سروات بمباي وزعماء فرقة أغا خان) في رئاسة لجنة الإعانة لمسلمي الهند في بومباي، فقبلا ذلك، وتبرع كل منهما بعشرين ألف روبية وتبعهما أهل النجدة والسخاء، فاجتمع لديهم مائة ألف روبية وخمسة عشر ألف روبية، وتقرر أن يجتمعوا مرة أخرى بعد أسبوع.

وجملة ما دفعه تجار العرب إلى يوم 13 ذي القعدة الحاضر 000. 180 روبية، وهي تساوي اثني عشر ألف جنيه إنكليزي. وجملة ما دفعه مسلمو بومباي من الهنديين يساوي سبعة آلاف وستمائة جنيه، وقد دفع الشيخ قاسم إبراهيم وحده أربعين ألف روبية من ذلك، وقد كتب إلينا بعض العرب بيان ما دفعوه سيضاعف قريبًا، ولا شك أيضًا في مضاعفة ما يدفعه إخوانهم الهنديون لأن السخاء العربي لا يناسبه إلا سخاء مسلمي الهند.

وإنا لننتظر أن نسمع ما هو أكبر من ذلك عن سخاء العرب من جهة السيد الكريم سلطان مسقط وآله الكرام وأهل بلاده، ومن الزعيم العربي الكبير العثماني الغيور الشيخ مبارك الصباح وأهل الكويت، ومن الأمير الكبير شيخ البحرين، وتجار تلك الجزيرة الأخيار، ومن غيرهم من أهل الخليج الفارسي والعراق وسائر البلاد العربية.

<في جمادي الأولى 1330هـ (إبريل 1912م):

كتب صاحب المنار عن رحلته إلى الكويت تحت عنوان (شكر علني لأهل عمان والكويت)، وجاء وصفه لرحلته كالآتي:

جرت السفينة بنا من مسقط ظهر يوم الاثنين، وهي إنكليزية تقطع في الساعة 12 ميلاً فقط، وفي ضحوة اليوم الثاني خرجت بنا عن محاذاة جبال عمان، ودخلت في الخليج الفارسي، فصرنا نرى بر فارس عن اليمين، وبر العرب عن اليسار، ووقفت بنا فجر يوم الخميس في موضع من عرض البحر كان ينتظرنا فيها مركب شراعي كبير أرسله إلينا الشيخ مبارك الصباح صاحب الكويت،

وكان علِم بأننا نصل إليه في هذا الوقت في هذه الباخرة مما كُتِبَ إليه من بُمْبَي ومسقط، فنزلنا فيه قبل طلوع الشمس، فأقلع بنا، والريح لينة والبحر رهو ثم قويت الريح قليلاً في النهار، فبلغ بنا الكويت قبل غروب الشمس، وكان رجال الشيخ مبارك حملوا فيه خروفين كبيرين، وكثيرًا من الحلوى والمشمش والخيار، فأفطرنا، وتغدينا فيه، وقد أعجبني جدًّا طبخ الطاهي الذي كان معهم للخروف بالرز الهندي، وهو طاهٍ متفنن، وطبخ للعشاء ألوانًا متعددة لئلا نتأخر إلى الليل، فبقيت للبحارة، وقد استقبلنا أولاد الشيخ مبارك، وبعض الوجهاء في زورق صغير خارج الميناء.

أنزلني الشيخ مبارك في قصره الجديد الذي هو قصر الإمارة، وتولى مؤانستي ومجالستي نجله الشيخ ناصر رئيس لجنة مدرسة الكويت لأنه هو الذي يشغل عامة أوقاته في مدارسة العلم، ومراجعة الكتب حتى صار له مشاركة جيدة في جميع العلوم الإسلامية، وأقمت في الكويت أسبوعًا كنت كل يوم ما عدا يوم البريد ألقي فيه خطابًا وعظيًّا في أكبر مساجد البلد، فيكتظ الجامع بالناس، وكان يحضر مجلسي كل يوم وليلة وجهاء البلد من أهل التقوى وحب العلم يسألون عما يشكل عليهم من أمر دينهم، وأما الشيخ ناصر فكان يسأل عن دقائق العلوم في العقائد والأصول والفقه وغير ذلك على أنه لم يتلقَ عن الأساتذة، فهو من مظاهر الذكاء العربي النادر.

ومما أحب أن أذكره هنا، وهو من مباحث الرحلة مسألة علاقة مبارك بالدولة العثمانية والإنكليز كنا نسمع المنافقين لرجال الدولة يصفون صاحب الكويت بالخيانة للدولة، ويعيبونه بطلب حماية الإنكليز له، فسألته عن ذلك، فقص عليَّ قصة سألت عنها بعد ذلك السيد رجب نقيب البصرة مندوب الحكومة إليه فيها، فكان جوابه موافقًا لجواب الشيخ مبارك ثم ذكرت ما قاله للشيخ فهد بك الهذال شيخ قبائل عنزة في العراق إذ كنت في ضيافته على نهر الفرات مع صديقي مراد بك أخي محمود شوكت باشا، فصدق ما قاله الشيخ مبارك، وزادني فوائد هو أعرف الناس بها.

وملخص ما قاله الشيخ مبارك أنه في أواخر مدة عبد الحميد ساقت الدولة بعض العسكر مع عربان ابن الرشيد إلى قرب الكويت، وأرسل المشير فيضي باشا السيد رجب النقيب، ومع نجيب بك ابن الوالي إلى الكويت، فبلَّغاه أنه قد صدرت إرادة سَنية بوجوب خروجه من الكويت إلى الآستانة أو إلى حيث شاء من ولايات الدولة، والحكومة تعين له راتبًا شهريًّا يعيش به، فإن لم يخرج طائعًا دخل الجند مع عرب ابن الرشيد وأخرجوه بالقوة، فسألهم ما هو ذنبه الذي استحق به النفي من بلده وعشيرته ؟

وذكر نقيب البصرة بما يعرف من إخلاصه للدولة، وإعانته لها بالمال عند كل حادثة، وبما كان من محاربة سلفه وعشيرته لقبائل المنتفك المالكين للبصرة، وإخراجهم منها وجعلها في حكم الدولة كما ملكهم هو وعشيرته بقوتهم الأحساء وغيرها، وطلب منه أن يعود إلى البصرة، فيقنع المشير بمراجعة الآستانة.

فقال: إنما علينا البلاغ، وليس في يدنا غيره.

قال: فخرجت من عندهما بقصد مشاورة أهلي، وكانت حكومة الهند الإنكليزية قد علمت بكل ما دبرته الدولة في ذلك، وبمجيء عشيرة ابن الرشيد مع العسكر إلى جهة الكويت، فأرسلت مدرعتين، فوقفتا تجاه البلد، فلما عُدتُ رأيتُ أميرًا إنكليزيًّا قد نزل من إحدى المدرعتين ومعه بعض الجند، فسألني عما جرى، فأخبرته الخبر، فقال: إن حكومتنا متفقة مع حكومة الترك على أن تبقى الكويت على حالها.. لا يتعرضون ولا نتعرض لها، وإذ قد غدروا وخالفوا، فقد صار لنا حق الدخول في أمرها، ولا يمكن أن نسمح لجندي عثماني أن يدخلها، وإذا دخلوا برضاكم دمرناها على رءوسكم ورءوسهم ثم بلَّغ الأميرال ذلك لنقيب البصرة رسول الحكومة، فقفل راجعًا، وبلَّغ المشير ذلك، فأمر المشير بصرف الجنود والعربان.

قال: فما كان من تدخل الإنكليز في أمر الكويت لم يكن بطلب مني بل كان هذا سببه، وقد عرضوا عليَّ أن أختار لنفسي راية أرفعها على البلد، وأعلن الاستقلال تحت حمايتهم، فأبيت ذلك، وهذه الراية العثمانية تراها كل يوم مرفوعة فوق رأسي، وقد تعجبوا من قولي لهم: إنني أختار أن أكون دائمًا عثمانيًّا.. قيل لي: أتقول هذا بعد أن رأيت منهم ما رأيت؟. قلت: إن الوالد إذا قسا في تربية ولده أحيانًا لا يخرج بذلك عن كونه والده الذي تجب عليه طاعته.

<في شعبان 1331هـ (يوليو 1913م):

نقلت المنار ما قالته جريدة مانشستر غارديان:

أما من جهة الكويت، فإننا قد اعترفنا بسيادة الدولة العلية عليها، ولكنا اتخذنا كل الحيطة لمنعها من إتيان أي عمل يشتم منه أن لها أقل حق فيها على أننا دفعنا ثمنًا باهظًا جدًّا مقابل هذه الاتفاق، وهو أننا وعدنا الباب العالي بأن نسمح له بزيادة الرسوم الجمركية.

نعم إن هذه الزيادة تتناول جميع الدول على السواء بلا فرق، ولا تمييز، ولكنها ستكون سببًا في إضعاف التجارة الأوربية في السلطنة العثمانية، وتقليل مقطوعيتها، ولا سيما التجارة الإنكليزية، فإن خسارتها ستكون أكبر من خسارة كل تجارة سواها.

فهل كانت مسألة الكويت، وخوفنا على خليج العجم مساويين لهذه الخسارة؟

وهل زيادة الرسوم الجمركية أفضل وسيلة لزيادة إيراد الخزينة العثمانية، وتحسين حالها؟. إننا نرتاب في ذلك كثيرًا.

وقالت الديلي جرافك: لا ندرك الحكمة من جعل البصرة نهاية لسكة حديد بغداد بدلاً من الكويت بعد تصريح الهرفون جاكو ناظر خارجية ألمانيا، فقد قال هذا الناظر: إن ألمانيا لا توافق على هذا الإبدال إلا إذا جعل شط العرب صالحًا للملاحة، ومفاد ذلك أن ألمانيا ستجد أمامها بابًا مفتوحًا يوصلها إلى خليج العجم كما لو كانت في الكويت تمامًا، ولكن من غير أن تنفق نفقات طائلة في تمديد الخط الحديدي إلى هناك.

<في شوال 1331هـ (سبتمبر 1913م):

نشرت المنار ما ذكرته جريدة التيمس الإنكليزية عن مسألة شبه جزيرة العرب، ومنها:

إن تجدد القوة العربية في شكلها الحاضر يرجع إلى عهد يزيد قليلاً عن عشر سنين أما منشئها الحقيقي، فهو مبارك بن الصباح أمير الكويت ذلك السياسي الشيخ، والمحارب المنيع الجانب الذي ينبسط نفوذه على أكثر جهات بلاد العرب مع أنه لم يطمع بأرض خارجة عن حدود مسقط رأسه.

وبيان الأمر أن المصريين بعد أن أخمدوا الحركة الوهابية، وأسقطوا أمراءها بني السعود، وانتقلت السيطرة على أواسط بلاد العرب إلى أيدي أمراء بني الرشيد الذين جعلوا عاصمتهم بلدة حائل في قلب شبه الجزيرة العربية، وحكموا هناك سبعين سنة، وقد كانوا أقوياء الجانب أجرياء.

وفي أوائل القرن الحاضر كان أميرهم المقيم في حائل ذا مطامع تتجاوز قوته، فدعا نفسه ملك بلاد العرب، وباشر الزحف على خليج فارس، وهدد الكويت، فخرج الأمير مبارك بن الصباح من عاصمة إمارته الصغيرة لملاقاته وقتاله، فقاتله، وانتصر عليه، وتعقب رجاله المغلوبين حتى منتصف الطريق عبر بلاد العرب، واستولى على حائل عاصمة ولايته، وكان غرض الأمير مبارك من هذه الغارة تأديب ابن الرشيد فقط لا بسط حكمه على نجد، ولذلك قفل راجعًا، وعند رجوعه إلى الكويت أخذه ابن الرشيد على غرة، فإنه جمع جموعه، وباغت رجال الأمير مبارك ليلاً، وهم يعبرون معبرًا صخريًّا، وضربهم ضربة قاضية، فقتل منهم خلقًا كثيرًا، والذين نجوا من الموت في هذه المعركة ترادف كل ثلاثة منهم على متن جواد، ووصلوا سالمين إلى الكويت.

غير أن الأمير مباركا كان شجاعًا جريئًا، فأضمر الشر لابن الرشيد، ودعا أبناء أسرة السعود الوهابية التي أسقطها المصريون، وعالهم، وآواهم، وأعطاهم مالاً وسلاحًا، وأرسلهم إلى الصحراء العربية لاسترجاع مملكتهم المفقودة.

<في رمضان 1332هـ (يوليو 1914م):

ورد للمنار سؤال من أحد أبناء الكويت هو السيد سليمان العدساني يستفتي المجلة في حكم السبي في الشرائع القديمة.. هل هو مشروع فيها أم لا؟

وهل له ذكر في هذه الأناجيل، وهذه التوراة الموجودة في أيدي الناس اليوم إثباتًا أو نفيًا أم لا؟

<في شوال 1335هـ (يوليو 1917م):

نشرت المنار:

قد كان رجال الدولة في العهد الأخير يعتقدون أن الشيخ مبارك الصباح من أشد العرب عداوة للدولة، ولكنني لما لقيته سنة 1330هـ منصرفي من الهند أخبرني بما لقيه من عدوان الدولة عليه، وتصديقها لنفيه من الكويت، وأن إنكلترا منعتها من ذلك دون طلب منه، وأنه مع ذلك محافظ على نسبته إليها، ورافع لعلمها باختياره، ولو شاء لاستبدل به غيره، ومن كلامه في الترك والعرب: (نحبهم ولا يحبوننا).

<في جمادي الآخر 1340هـ (يناير 1922م):

ورد للمنار سؤال من أحد أبناء الكويت هو السيد عبد الرحمن النقيب يستفتي المجلة في سؤال نصه: (قتل رجلٌ زوجَه بلا مسوغ، وله بنت قاصر منها.. أفتونا برأيكم في القاتل، وما يكون الحكم عليه في مذهب الشافعي).

<في محرم 1345هـ (يوليو 1926م):

كتبت المنار: (كان بلغنا أن الشيخ محمد الخراشي المصري سافر من مصر إلى العراق ثم كتب إلينا في أواخر العام الماضي ( عام 1344هـ ) أنه قصد الكويت، فالبحرين، وأنه يجاهر بدعوة المسلمين إلى الديانة البهائية، فنحذر إخواننا مسلمي العرب هنالك من هذا الداعية المضل، فالواجب أن يفروا منه فرار السليم من الأجرب لئلا يفتن بعض الضعفاء عن دينهم أو يشككهم فيه، ولا يغرن أحدًا منه ادعاؤه للإسلام، وما كان من انتسابه إلى الأزهر، ومدرسة الدعوة والإرشاد، فهو قد تقلب وتذبذب، وذهب مع أهوائه كل مذهب حتى انتهى أمره إلى البهائي).

نشرت المنار خبراً عن صدور مجلة (الكويت)، وجاء التعريف بها كالآتي:

مجلة دينية تاريخية أدبية شهرية صدر الجزء الأول من هذه المجلة في مدينة الكويت لمحررها الأديب الفاضل الشيخ عبد العزيز الرشيد المعروف من خيرة أدباء تلك البلاد العربية العزيزة، فألفيناه، وقد تناول المواضيع الإصلاحية الدينية بعناية تنم عن مشربه الحسن في الإصلاح الديني كما أنه ألم برد الشبهات، وبحث بحثًا طريفًا في الآداب والأخلاق، وعني بما يسمونه القديم والجديد، وكذلك أفرد بابًا خاصًّا في الكويت للبحث التاريخي، فبدأ الكلام فيه عن نجد، وما جاورها لأهمية الدور الذي لعبته تلك الأقطار في هذا الأيام، وهناك قِطَع مختارة من الشعر العربي والحِكَم العربية، والمجلة مطبوعة على ورق جيد ومطبوعة طبعًا حسنًا، وقيمة اشتراكها في الكويت تسعة روبيات، وفي خارجها 12روبية، فنرجو للكويت تقدمًا مضطردًا، ورواجًا يليق بهمة وإخلاص منشئها الفاضل.

<في محرم 1347هـ (يونيو 1928م):

تحدثت المنار عن مشروع عمارة الحرم القدسي الشريف، والتبرعات التي وصلت للجنة المختصة بذلك، ومنها مبلغ 520 1362 من أهالي الكويت.

<في محرم 1350هـ (مايو 1931م):

ذكرت المنار أن تجار العرب في بُمْبي الهند، وأكثرهم من نجد والكويت قد ألفوا شركة بواخر تمخر بين الهند وشط العرب زاحموا بها الشركات الإنكليزية، فزحموها ثم كانت الحرب العامة سبب استيلاء الإنكليز عليها بصفة قانونية.

<في ربيع الأول 1352هـ (يونيو 1933م):

نشرت المنار خبراً عن صدور مجلة (التوحيد)، وجاء التعريف بها كالآتي:

جريدة دينية أدبية يصدرها في سنغافورة الأستاذ الفاضل الشهير الشيخ عبد العزيز الرشيد صاحب مجلة الكويت التي كان يصدرها في الكويت من قبل، والأستاذ كاتب عالم معتدل، فنتمنى لصحيفته الرواج.

Lorem Ipsum

اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Tabligh - Copyright 2021. Designed by Nauthemes