info@kazima.org +(00) 123-345-11

مكتبات الكويت – عزيزة البسام

محاضرات: مكتبات الكويت

بقلم: عزيزة البسام رقم العدد: 299 تاريخ الإصدار:1 يونيو 1995

مجلة البيان

مكتبات الكويت – عزيزة البسام

المكتبات بمحتوياتها هي الدعائم الأساسية التي تشاد عليها روح العلم والثقافة والحضارة والمعرفة والتربية والينابيع الفياضة التي تغذي تقدم الأمم العلمي والحضاري بماء الحياة ويقاس رقي أمة من الأمم أو تأخرها بكثرة المكتبات ومراكز الثقافة وما تلقاه من عناية ورعاية أو ندرتها وإهمالها   واعتبارها مرفقا ذا أهمية ثانوية والملاحظ أن اجدادنا المسلمين اعتنوا بالمكتبات على أنواعها عناية فائقة، أتمنى نحن أبناء القرن العشرين والواحد والعشرين وفي عصر الذرة والصواريخ والصعود إلى القمر أن تنال مكتباتنا شطرا يسيرا من الاهتمام. وبذلك أستطيع أن أقول إن إحدى مميزات الحضارة الإسلامية أنها حضارة كتب ومكتبات وعلوم والتاريخ العربي الإسلامي اهتم بالمكتبات مثل مكتبة بيت الحكمة في بغداد في – عهد المأمون العصر العباسي – ومكتبة الاسكندرية وعدد لا يحصى من خزائن الكتب.

إن المكتبات في الإسلام كانت وليدة الحاجات المحلية التي أحس المسلمون بعدما استوطنوا البلاد المحررة وبعدما انتشر العلم والتعليم بأهميتها.

ولما كانت الكويت جزء لا يتجزأ من هذه البقعة العربية الإسلامية وسكانها ينحدرون من تلك السلالات العربية العريقة لذلك نجد نخبة من رجالات الكويت في بداية القرن العشرين ينهجون ما نهجه أجدادهم في ميدان العلم والتعليم والاهتمام بالمكتبات في الكويت حسب ما رواه المرحوم ملا محمد التركيت رحمه الله فهو أول أمين مكتبة في الكويت وها هو يسرد تاريخ المكتبات. إن أول مكتبة أهلية في الكويت أسست عام ۱۹۲۳ في عهد المرحوم الشيخ أحمد الجابر الصباح وكان السبب في بنائها أن جماعة من أدباء الكويت رأوا أن الكويت في حاجة ماسة إلى إيجاد محل يتردد إليه المفكرون ليتبادلوا فيه آراءهم الأدبية والاجتماعية فأخذوا يفكرون في إيجاد اسم يطلقونه على هذا المكان، فهل يسمى النادي الأهلي والنادي في ذلك اليوم موضع لوم وتجريح؟ وفي أحد الأيام اجتمع كل من المرحوم عبد الحميد الصانع وسلطان بن ابراهيم الكليب في منزل الشيخ حافظ وهبة. وكان موضوع الحديث يدور حول المكان الذي يفكرون فيه. فاتفقوا أن يسمى باسم المكتبة الأهلية وقبل أن يغادروا مكانهم دونوا أسماء من يرونه صالحا لأن يكون عضوا لهذه المؤسسة. فرشحوا المرحوم سليمان العدساني وزيد محمد الرفاعي ومرزوق الفهد ورجب بن السيد عبد الله الرفاعي والسيد عبد الرحمن النقيب ومشاري الحسن وعلي الفهد الخالد والشيخ يوسف بن عيسى القناعي.

وقد أبلغوا الدعوة إلى المرشحين لدعوة إلى المرشحين فوافقوا على ذلك وقد انعقد المجلس في ديوان المرحوم سلطان بن ابراهيم الكليب للنظر في شؤون المكتبة فقرر أن يكون عبد الحميد الصانع هو المشرف على تأسيسها ويساعده رجب بن السيد عبد الله الرفاعي ويتولى أمانة الصندوق وقد رتب المذكورون على أنفسهم من المال ما يقوم بحاجتها كما أجروا ديوان الـعلي بن عامر ليكون مقرا لها وفي عام ۱۹۲۳ فتحت أبوابها للقراء وعين عبد الله العمران النجدي ملاحظا للقراء. وقد أخ اجتمع في ساحتها من الكتب القيمة ألف بـ وخمسمائة كتاب تبرع بها المحسنون ر كما ضمت إليها ما تبقى من كتب الجمعية الخيرية وقد اشترك لها في عدد من الجرائد والمجلات وفي عام ١٩٢٤ انعقد المجلس في مقر المكتبة فقرر أن يكون السيد عبد الحميد الصانع هو المشرف عليها وفي غيابه يقوم مقامه السيد رجب بن عبد الله الرفاعي وفي غياب الاثنين يعين المجلس من يختاره من الأعضاء ثم استقال المشرف وعلى أثر ذلك قرر المجلس أن يكون الشيخ يوسف بن عيسى القناعي رئيسا للمكتبة وسلطان بن ابراهيم الكليب مديرا لها، وبعد فترة من الزمن انحل المجلس من تلقاء نفسه فتضاءلت ماليتها ونقلت إلى دكان في شارع الأمير قرب مسجد الفارس وعين مبارك بن جاسم أمينا لها فقل روادها فنقلت إلى المدرسة الأحمدية فخزنت كتبها مدة طويلة في المدرسة وفي خلال هذه المدة تألفت لجنة خيرية لإقامة بناء لها في شارع الأمير المسقوف قرب مسجد السوق وهي مكونة من المرحوم الشيخ يوسف بن عيسى القناعي والسيد علي بن السيد سليمان وعبد الله الصقر والسيد مشعان الخضير وخالد العدساني والسيد خالد محمد وعبد اللطيف ثنيان الغانم وقد ساهم في بنائها جماعة من المحسنين فتبرعت السيدة شاهة الصقر بدكان كانت تملكه كما أضافت إليه اللجنة دكاكين وبعد اتمام بنائها ألحقت بإدارة المعارف تحت رعاية رئيسها صاحب السعادة الشيخ عبد الله الجابر الصباح وسميت باسم مكتبة المعارف العامة وذلك في عام في ١٩٣٦ وكان الشيخ يوسف القناعي آنذاك مديرا للمعارف فرشحني لأن أكون أمينا لها فقمت بنقلها من المدرسة الأحمدية وكانت كتبها لا تزيد عن مائتين وتسعين كتابا منها ستون كتابا مفككة الأوراق فقمت بتجليدها وبعد الانتهاء منها زودتها المعارف بكمية من الكتب والجرائد والمجلات وكتب الفهرس في سجل كتبه صابر الجمل مو وهو مدرس في المعارف وله فن في الخط في ورتبت الكتب على حسب الفنون, ولم إلى تمض سبع سنوات على فتحها حتى و ضاقت بكتبها وروادها فطلبت من المعارف مساعدا لي فعينت يوسف حسين محمد وفي عام ١٩٥١ هطلت أمطار غزيرة فخر سقفها وتصدع جدار في من جدرانها فنقلت إلى بناية ثنيان الغانم  في الشارع الجديد وبعدما تم نقلها بـ ورتبت كتبها فهرست على نظام الفنون كل فن على حدة وكتبت على أوراق مشدودة كتب فيها العنوان واسم المؤلف وعدد الأجزاء واسم المطبعة ونبذة من موضوع الكتاب ليعرف الزائر موضوع الكتاب قبل أن يطلبه

وبعدما استقرت المكتبة طلبت من إدارة المعارف إجازة لزيارة بعض البلاد العربية للاطلاع على نظم المكتبات هناك فزرت لبنان ومصر وسورية والأردن فرأيت بعض المكتبات نظمت فهارسها بالنظام العشري اليدوي وهو نظام عالمي فرأيت من الأفضل أن نعمل به فطلبت من إدارة المعارف تعيين موجه فني ليقوم بالعمل وتابعت الباحثة سردها قائلة:

وفي عام ١٩٥٤ ازدحمت المكتبة بقرائها وضاقت بكتبها فرفعت تقريرا لإدارة المعارف عن سيرها وأدرجت بعض المقترحات منها بناء بيت المعارف الذي تشغله مطبعة المعارف سابقا لتنقل إليه المكتبة الرئيسية بصورة موقتة إلى أن تبنى المكتبة المقرر انشاؤها فوافقت الإدارة على الاقتراحات المرفوعة إليها ما عدا بناء المكتبة لم يتخذ به قرار وفي عام ١٩٥٤ أثار الأستاذ عبد العزيز حسين مدير المعارف آنذاك بناء مكتبة عامة أمام اللجنة التنفيذية العليا وبين للمسؤولين حاجة المكتبة إلى التوسع فوافقت اللجنة على ذلك وأمرت بتنفيذه فتقدمت إدارة المعارف على أثر ذلك بمشروع إنشاء دار للكتب على أحدث النظم يساير بناؤها تطور الكويت الحديث وحيث ان انشاء هذه الدار الحديث وحيث إن إنشاء هذه الدار يستغرق وقتا طويلا إذ يجب أن يتفق وخطة التنظيم فسارعت إدارة المعارف بإنشاء مكتبة عامة موقتة وذلك في بيت

المعارف محل المطبعة في شارع عمان وبعدما تم بناؤها وزودت بالكتب والمجلات والجرائد زارها رئيس المعارف صاحب السعادة الشيخ عبد الله الجابر الصباح ومدير المعارف الأستاذ عبد العزيز حسين فتكرم سعادة الرئيس بفتحها وذلك في شهر اكتوبر عام ١٩٥٧.

Lorem Ipsum

اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Tabligh - Copyright 2021. Designed by Nauthemes